بسم الله الرحمن الرحيم
الشهيد / عبدالقادر علي محمد إدريس الإدريسي
ولد في 15/10/1945م في السودان في الولاية الشمالية في منطقة مورا عمودية كورتي وترعرع في مدينة عطبرة في ولاية نهر النيل الموجودة في شمال السوادن ، حفظ القرآن في خلوة الشيخ العوض ودرس في عطبرة الكتاب (الأولية أو الأساس ) ثم الوسطي (المتوسط) ثم الثانوي العالي ثم تخرج من كلية الفنون الجميلة والتطبيقية قسم التصميم الإيضاحي التابعة لجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا والتي كانت تعرف في ذلك الوقت بالمعهد الفني في عام 1969م وتزوج عام 1971 م وعمل في العديد الكثير من المواقع :
جريدة الأيام رئيس القسم الفني .
جريدة الاسبوع رئيس القسم الفني .
مجلة واحة المغتربين .
مدير لوكالة نبتة للإعلام .
رئيس قسم الإعلام ب جمعية القرآن الكريم .
مديرا لإعلام الدفاع الشعبي .
وأخيرا مديرا للإعلام المركزي بالدولة .
استشهد عصر الأربعاء الموافق 13/4/1994م في منطقة نيربانك (NEAR BANCK)في جنوب السودان وعلي بعد 70 ميلا من مدينة نمولي حيث كان في مهمة إعلامية تتبع للدفاع الشعبي في متحرك القادسية والذي كان يستهدف تحرير مدينة نمولي . بعد أن سقطت قذيفة صاروخية (راجمات) إلي يساره وعلي بعد أمتار قليلة منه فنفذت شظية صغيرة منها إلي القلب مباشرة وشاهده كل المجاهدين في تلك اللحظة يرفع سبابته اليمني ويشير بها إلي السماء وهو يكبر . واتجه نحوه عدد من المجاهدين وحملوه إلي مستشفي الموقع القريب جدا ونزف الكثير من الدماء ولم ينزل أصبع سبابته حتي اسلم الروح .
كان خفيف الظل محبوبا جدا في الحي الذي يسكن فيه (مدينة أم درمان الثورة الحارة التاسعة والتي سميت بحارة الشهداء) ، لا تكاد تسمع له صوتا لين الجانب يمازح ويداعب الكبير والصغير وكان حاضر النكته كثير التبسم في غير تكلف .
أعطي جل وقته بالبيت لدراسة القرآن الكريم وكان كثيرا ما تجده منكبا علي المصحف الذي أهدي له بواسطة والد زوجته وهو الطيب علي الطيب .. وهو مصحف قديم جدا جدا مغلف بالجلد ، وقام الشهيد بوضع علامات علي هذا المصحف وهي عبارة عن قصاصات دائرية ملونه كان يقوم بلصقها علي الدائرة التي يكتب فيها رقم الآيات ، فكان يضع قصاصة دائرية حمراء علي الآيات التي تتحدث عن النار وعن العذاب وعن ما يغضب الله وأخري خضراء للتي تتحدث عن الجنه ونعيمها ومايرضي الله وأخري سوداء للآيات التي تتحدث عن ابليس والشيطان وأخري زرقاء للآيات التي تتحدث عن التقوي.وكان كثير القيام بالليل والصلاة وكان يوقظني صوت الماء بالليل وعندما انهض لأعرف السبب أجده يتوضأ وانظر إليه حتي يقف ويصلي في خشوع وهو لا يشعر بي.
كان صبورا جدا جدا وله 5 ابناء وبنت واحدة وقد أرادت مشئية الخالق عز وجل أن تغترب زوجته إلي المدينة المنورة وهي طبيبة تعمل في مجال طب النساء والولادة وعملت بالتحديد في مستشفي المدينة للنساء والولادة الأطفال ومنذ عام 1986 وحتي استشهاده 1994 كان يعمل ويصنع الطعام لأولادة وتجده في المطبخ وتارة يغسل الملابس المتسخة وتارة يكنس وينظف المنزل وتارة يدخل الصغار من ابنائه إلي الحمام ويقوم علي نظافتهم ثم يقوم في ايام الجمعه بصنع الأكل للأسبوع كله ويضعه في أواني في الثلاجة ويذهب للعمل يوميا ويعود ليقوم بتسخين الطعام وإطعام الاولاد .
من الأشياء الفريدة التي لن تجدها في زماننا هذا كان الشهيد الشريف عبدالقادر يعلمنا (الكاتب للمقال هو أكبر ابناءه ) الصلاة وقرب إلي أذهاننا فكرة الأجر والثواب من عند الله فكان يضع لنا دفترا كبيرا في صالة المنزل ويحاسبنا كل اسبوع كما يلي :
- كل صلاة في المسجد تصليها يعطيك عليها 10 قروش ماعدا الصبح والعشاء فقيمتها كانت اعلي.
- كل عدد 12 قطعة من ملابسك تقوم بغسلها يعطيك عليها 20 قرش .
- قام بتقسيم المنزل إلي توزيعات متساوية وكل شخص لديه جزء من المنزل يقوم علي كنسه ونظافته بحيث تكسب مايساوي كسب أخيك وعليه لا توجد تفرقة .
- قام بوضع قيمه ماليه يأخذها كل شخص أذا قام بشراء البقالة أو الخضروات للبيت ، يعني إذا ذهبت واشتريت الخضار يعطيك 10 قروش وإذا أحضرت اللبن والخبز يعطيك 10 قروش وقام بحصر كل ما يلزم إحضاره وسجل اختصاص كل واحد والمبالغ متساوية في الأجر .
- حفظ القرآن (صفحة كحد أعلي في اليوم) 10 قروش .
وهكذا كان العدل بين الأبناء ودفعهم للعمل والعبادة وتذوق الأجر حتي يكون دافعا للبحث عن الأجر الرباني لاحقا .
اسوق لكم قصة تدل علي صبره :
كان الشهيد يمتلك دراجة نارية (موتر) وكنا أربعة أبناء وبنت واحدة معه في السودان ووالدتنا كان معها الأبن الخامس في السعودية ، وأراد أن يخرج كل ابنائه للحدائق من أجل النزهه فكان المكان الذي اختاره هو حدائق الحيوان في الخرطوم ونسبة لطول المسافة قام بالآتي :
حمل معه إثنين علي الموتر وعندما وصل إلي مسجد الثورة الحارة الأولي توقف وتركهم في مظلة ثم عاد راجعا إلي المنزل وأخذ الثلاثة الباقين حتي أوصلهم إلي المسجد للحارة الأولي ثم أخذ الأثنين الأوائل وقام بنقلهم حتي ميدان الشهداء وتركهم في ظل ثم عاد وهكذا مرورا ب مسجد النيلين ثم حدائق 6 ابريل وفي كل مرة كان يعود لمجموعة ويقلها حتي مكان الأخري حتي وصل الجميع للمتنزه وبعد قضاء اليوم قام بإرجاع الجميع للبيت بنفس الطريقة .
نسبه الشريف :
هو عبدالقادر بن علي بن محمد بن إدريس بن الأمين بن عبدالله بن موسي بن الحاج عبدالله بن إدريس بن محمد بن علي بن أحمد بن الطيب بن محمد بن عبدالله بن ابراهيم بن موسي بن الحسن بن موسي بن ابراهيم بن عمر بن أحمد بن عبدالجبار بن محمد بن يملح بن مشيش (سليمان) بن ابي بكر بن علي بن بوحرمه بن عيسي بن سلام العروس (سليمان) بن أحمد المزوار بن علي الحيدره بن محمد بن إدريس الأزهر بن إدريس الأكبر بن عبدالله المحض بن الحسن المثني بن الحسن بن علي الكرار وفاطمة الزهراء رضي الله عنهم أجمعين .
ذريته وأبناؤه :
مريم ، محمد ، عبدالله ، عبدالرحمن ، المقداد ، معاوية .
بعد استشهاده تم تسكينه برتبة فريق في قوات الشعب المسلحة بقرار رئاسي من السيد رئيس الجمهورية .
قصائده الجهادية :
نظم العديد الكثير من القصائد الجهادية التي كان تتلقاها وترددها ألسنة المجاهدين مثل قصيدة حوريتي الحسناء ومن ابياتها :
عاشق لشذاها ......عاشق لفرار
أم عاشق لهواك يا نجمة الأسحار
************************
حوريتي الحسناء حسنا يفوق خيالي
أنا قد أجئ معفرا ممزق الأوصال
رضوان يسأل من أنا والزمرة النزال
فقولي عني منافح لا ترهبين نزال
**************************
من ساق ريح الجنه أزاح للأستار
من صاغ لحن هواها من حرك القيثار
من أوحي همس الحور للبلبل الصداح
من مد ظل الدوح يا فالق الإصباح
وقصيدة علي خطي الشهيد :
علي خطي الشهيد علي خطي الشهيد
يمنة ويسره .......علي خطي الشهيد
**********************
في زروة الزفاف سيعبق البارود
يعطر المكان ويسكر الوجود
فيطرب الزمان ويرقصالمكان
ونمتطي رصاصة نغيب في الوجود
نعانق الشهيد في جنة الخلود
الشهيد / عبدالقادر علي محمد إدريس الإدريسي
ولد في 15/10/1945م في السودان في الولاية الشمالية في منطقة مورا عمودية كورتي وترعرع في مدينة عطبرة في ولاية نهر النيل الموجودة في شمال السوادن ، حفظ القرآن في خلوة الشيخ العوض ودرس في عطبرة الكتاب (الأولية أو الأساس ) ثم الوسطي (المتوسط) ثم الثانوي العالي ثم تخرج من كلية الفنون الجميلة والتطبيقية قسم التصميم الإيضاحي التابعة لجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا والتي كانت تعرف في ذلك الوقت بالمعهد الفني في عام 1969م وتزوج عام 1971 م وعمل في العديد الكثير من المواقع :
جريدة الأيام رئيس القسم الفني .
جريدة الاسبوع رئيس القسم الفني .
مجلة واحة المغتربين .
مدير لوكالة نبتة للإعلام .
رئيس قسم الإعلام ب جمعية القرآن الكريم .
مديرا لإعلام الدفاع الشعبي .
وأخيرا مديرا للإعلام المركزي بالدولة .
استشهد عصر الأربعاء الموافق 13/4/1994م في منطقة نيربانك (NEAR BANCK)في جنوب السودان وعلي بعد 70 ميلا من مدينة نمولي حيث كان في مهمة إعلامية تتبع للدفاع الشعبي في متحرك القادسية والذي كان يستهدف تحرير مدينة نمولي . بعد أن سقطت قذيفة صاروخية (راجمات) إلي يساره وعلي بعد أمتار قليلة منه فنفذت شظية صغيرة منها إلي القلب مباشرة وشاهده كل المجاهدين في تلك اللحظة يرفع سبابته اليمني ويشير بها إلي السماء وهو يكبر . واتجه نحوه عدد من المجاهدين وحملوه إلي مستشفي الموقع القريب جدا ونزف الكثير من الدماء ولم ينزل أصبع سبابته حتي اسلم الروح .
كان خفيف الظل محبوبا جدا في الحي الذي يسكن فيه (مدينة أم درمان الثورة الحارة التاسعة والتي سميت بحارة الشهداء) ، لا تكاد تسمع له صوتا لين الجانب يمازح ويداعب الكبير والصغير وكان حاضر النكته كثير التبسم في غير تكلف .
أعطي جل وقته بالبيت لدراسة القرآن الكريم وكان كثيرا ما تجده منكبا علي المصحف الذي أهدي له بواسطة والد زوجته وهو الطيب علي الطيب .. وهو مصحف قديم جدا جدا مغلف بالجلد ، وقام الشهيد بوضع علامات علي هذا المصحف وهي عبارة عن قصاصات دائرية ملونه كان يقوم بلصقها علي الدائرة التي يكتب فيها رقم الآيات ، فكان يضع قصاصة دائرية حمراء علي الآيات التي تتحدث عن النار وعن العذاب وعن ما يغضب الله وأخري خضراء للتي تتحدث عن الجنه ونعيمها ومايرضي الله وأخري سوداء للآيات التي تتحدث عن ابليس والشيطان وأخري زرقاء للآيات التي تتحدث عن التقوي.وكان كثير القيام بالليل والصلاة وكان يوقظني صوت الماء بالليل وعندما انهض لأعرف السبب أجده يتوضأ وانظر إليه حتي يقف ويصلي في خشوع وهو لا يشعر بي.
كان صبورا جدا جدا وله 5 ابناء وبنت واحدة وقد أرادت مشئية الخالق عز وجل أن تغترب زوجته إلي المدينة المنورة وهي طبيبة تعمل في مجال طب النساء والولادة وعملت بالتحديد في مستشفي المدينة للنساء والولادة الأطفال ومنذ عام 1986 وحتي استشهاده 1994 كان يعمل ويصنع الطعام لأولادة وتجده في المطبخ وتارة يغسل الملابس المتسخة وتارة يكنس وينظف المنزل وتارة يدخل الصغار من ابنائه إلي الحمام ويقوم علي نظافتهم ثم يقوم في ايام الجمعه بصنع الأكل للأسبوع كله ويضعه في أواني في الثلاجة ويذهب للعمل يوميا ويعود ليقوم بتسخين الطعام وإطعام الاولاد .
من الأشياء الفريدة التي لن تجدها في زماننا هذا كان الشهيد الشريف عبدالقادر يعلمنا (الكاتب للمقال هو أكبر ابناءه ) الصلاة وقرب إلي أذهاننا فكرة الأجر والثواب من عند الله فكان يضع لنا دفترا كبيرا في صالة المنزل ويحاسبنا كل اسبوع كما يلي :
- كل صلاة في المسجد تصليها يعطيك عليها 10 قروش ماعدا الصبح والعشاء فقيمتها كانت اعلي.
- كل عدد 12 قطعة من ملابسك تقوم بغسلها يعطيك عليها 20 قرش .
- قام بتقسيم المنزل إلي توزيعات متساوية وكل شخص لديه جزء من المنزل يقوم علي كنسه ونظافته بحيث تكسب مايساوي كسب أخيك وعليه لا توجد تفرقة .
- قام بوضع قيمه ماليه يأخذها كل شخص أذا قام بشراء البقالة أو الخضروات للبيت ، يعني إذا ذهبت واشتريت الخضار يعطيك 10 قروش وإذا أحضرت اللبن والخبز يعطيك 10 قروش وقام بحصر كل ما يلزم إحضاره وسجل اختصاص كل واحد والمبالغ متساوية في الأجر .
- حفظ القرآن (صفحة كحد أعلي في اليوم) 10 قروش .
وهكذا كان العدل بين الأبناء ودفعهم للعمل والعبادة وتذوق الأجر حتي يكون دافعا للبحث عن الأجر الرباني لاحقا .
اسوق لكم قصة تدل علي صبره :
كان الشهيد يمتلك دراجة نارية (موتر) وكنا أربعة أبناء وبنت واحدة معه في السودان ووالدتنا كان معها الأبن الخامس في السعودية ، وأراد أن يخرج كل ابنائه للحدائق من أجل النزهه فكان المكان الذي اختاره هو حدائق الحيوان في الخرطوم ونسبة لطول المسافة قام بالآتي :
حمل معه إثنين علي الموتر وعندما وصل إلي مسجد الثورة الحارة الأولي توقف وتركهم في مظلة ثم عاد راجعا إلي المنزل وأخذ الثلاثة الباقين حتي أوصلهم إلي المسجد للحارة الأولي ثم أخذ الأثنين الأوائل وقام بنقلهم حتي ميدان الشهداء وتركهم في ظل ثم عاد وهكذا مرورا ب مسجد النيلين ثم حدائق 6 ابريل وفي كل مرة كان يعود لمجموعة ويقلها حتي مكان الأخري حتي وصل الجميع للمتنزه وبعد قضاء اليوم قام بإرجاع الجميع للبيت بنفس الطريقة .
نسبه الشريف :
هو عبدالقادر بن علي بن محمد بن إدريس بن الأمين بن عبدالله بن موسي بن الحاج عبدالله بن إدريس بن محمد بن علي بن أحمد بن الطيب بن محمد بن عبدالله بن ابراهيم بن موسي بن الحسن بن موسي بن ابراهيم بن عمر بن أحمد بن عبدالجبار بن محمد بن يملح بن مشيش (سليمان) بن ابي بكر بن علي بن بوحرمه بن عيسي بن سلام العروس (سليمان) بن أحمد المزوار بن علي الحيدره بن محمد بن إدريس الأزهر بن إدريس الأكبر بن عبدالله المحض بن الحسن المثني بن الحسن بن علي الكرار وفاطمة الزهراء رضي الله عنهم أجمعين .
ذريته وأبناؤه :
مريم ، محمد ، عبدالله ، عبدالرحمن ، المقداد ، معاوية .
بعد استشهاده تم تسكينه برتبة فريق في قوات الشعب المسلحة بقرار رئاسي من السيد رئيس الجمهورية .
قصائده الجهادية :
نظم العديد الكثير من القصائد الجهادية التي كان تتلقاها وترددها ألسنة المجاهدين مثل قصيدة حوريتي الحسناء ومن ابياتها :
عاشق لشذاها ......عاشق لفرار
أم عاشق لهواك يا نجمة الأسحار
************************
حوريتي الحسناء حسنا يفوق خيالي
أنا قد أجئ معفرا ممزق الأوصال
رضوان يسأل من أنا والزمرة النزال
فقولي عني منافح لا ترهبين نزال
**************************
من ساق ريح الجنه أزاح للأستار
من صاغ لحن هواها من حرك القيثار
من أوحي همس الحور للبلبل الصداح
من مد ظل الدوح يا فالق الإصباح
وقصيدة علي خطي الشهيد :
علي خطي الشهيد علي خطي الشهيد
يمنة ويسره .......علي خطي الشهيد
**********************
في زروة الزفاف سيعبق البارود
يعطر المكان ويسكر الوجود
فيطرب الزمان ويرقصالمكان
ونمتطي رصاصة نغيب في الوجود
نعانق الشهيد في جنة الخلود